** وزارة الصحة و"المنظمة العالمية" تؤكدان مأمونية المطعوم
عمون- في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية "مأمونية" مطعوم إنفلونزا الخنازير، يبدي مواطنون ومختصون تخوفهم من الآثار السلبية له، في ظل تقارير دولية وتصريحات لمتخصصين بالمطاعيم
والأدوية تؤكد وجود آثار جانبية "خطيرة" له على الصحة.
مخاوف المواطنين المتزايدة، يعزوها مسؤولون صحيون إلى سرعة اكتشاف المطعوم بعد ظهور المرض وانتشاره وتصنيفه من منظمة الصحة العالمية كـ"جائحة"، ما أدى إلى اعتماده بسرعة وبدء حملة عالمية لتطعيم سكان العالم به للحد من الآثار "المدمرة" للمرض.
وفيما يشكك مختصون صحيون وتقارير دولية في مختلف دول العالم بـ"جدوى وفائدة" المطعوم، تؤكد منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في عدد من الدول منها الأردن "أنها فحصت المطعوم، وأثبتت المختبرات مأمونيته، فضلاً عن أن آثاره الجانبية مشابهة تماما لمطعوم الإنفلونزا الموسمية".
وتصل حدود التشكيك، وفق روايات الرافضين للمطعوم، إلى الإيحاء بوجود "مؤامرة" أميركية للقضاء على نصف البشرية وخصوصا من الدول النامية.
محليا، تزايدت المخاوف مع بدء الحملة الوطنية للتطعيم التي أطلقتها وزارة الصحة أمس للوقاية من المرض.
وكانت أولى المخاوف والشكوك ظهرت مع بدء تطعيم الحجّاج، حيث أحجم عدد كبير منهم عن أخذه، بالرغم من التحذيرات العديدة والمكثفة من خطورة المرض وإمكانية انتشاره بقوة في التجمعات الكبيرة مثل الحج. فبحسب وزارة الصحة بلغ عدد الحجاج الذين تم تطعيمهم "500 حاجّ وحاجّة" فقط، مع أن عدد الحجاج الأردنيين يزيد على 6 آلاف.
وفي اليوم الأول للحملة، يؤكد شهود عيان أن المراكز التي حددتها الوزارة للتطعيم "لم تشهد إقبالا، وكانت شبه خالية"، مع أن المخاوف من المرض "متزايدة".
المتخوفون من المطعوم، يزعمون أن له آثارا سلبية عديدة منها الإصابة بـ"العقم" على المدى البعيد، و"الشلل" و"التوحد" و"تسمم الأعصاب".
وتتساءل العشرينية سها عابد عن "ماهية جدوى مطعوم إنفلونزا الخنازير، إذا كان المرض ناتجا عن فيروس متغير ومتحور؟".
فيما يرى محمود عبدالحميد (25 عاماً)، موظف في مجال هندسة الإلكترونيات، أن المصل يؤدي إلى "إحداث استجابة مناعية مضادة للفيروس المسبب للمرض وللمطعوم وبالتالي تهديد النظام المناعي للجسم، حسبما جاء في مواد نشرت على شبكة الإنترنت".
أما الثلاثينية مرام عمر فتؤكد أنها لن تأخذ المطعوم، عازية ذلك لما قرأته من "معلومات موثقة" تفيد بأن المواد الموجودة في اللقاح هي ذاتها التي استخدمت في مطاعيم سابقة وأعطيت للجنود الأميركان في حرب الخليج.
وتقول إنها "تسببت لهم بقلة الخصوبة وأمراض الاكتئاب، فضلا عن ظهور أعراض شلل وخصوصاً في الأطراف السفلية".
ويؤكد ذلك اختصاصي الجراثيم الطبية والأمصال الدكتور عبدالحميد القضاة، موضحاً أن مادة "السكوالين" التي يحتويها مطعوم (H1N1) "استخدمت في المطعوم الذي أعطي للجنود الأميركان في حرب الخليج 1991، وبعد مضي أعوام عانى بعضهم من نقص الخصوبة بنسبة 40%".
كما يبين أن مادة "السكوالين" موجودة في الجسم بشكل طبيعي ومسؤولة عن الخصوبة و"عند حقن الجسم بها لن يعود قادرا على إنتاج الطبيعي منها، وبالتالي هذا يؤثر في الخصوبة محدثا العقم".
ويضيف إن أمراضا أخرى ظهرت على هؤلاء الجنود سميت بـ"متلازمة حرب الخليج" وتتمثل في "شلل في الأطراف السفلية، وضعف الخلايا العصبية في الدماغ".
ولا يخفي القضاة ريبته من الظهور الفجائي للمرض بدايةً والاهتمام الإعلامي الكبير الذي رافقه "لدرجة أشغلوا الناس وأخافوهم حتى خُيّل للبعض أن إنفلونزا الخنازير لن تترك كبيرا ولا صغيرا حتى تصيبه وتفتك به، ومن ثم المسارعة إلى إنتاج مطعوم سحري يقي منه".
ويأخذ القضاة على وسائل الإعلام التركيز على أعداد الوفيات من دون الالتفات إلى أن أكثر من 99% ممَّن أصيبوا بهذا المرض تم شفاؤهم.
بالمقابل، هناك رأي آخر لممثلي الجهات الطبية المختصة حول الشكوك والمخاوف المتعلقة بالمرض والمطعوم.
فبالنسبة لتحور الفيروس المسبب للمرض، يؤكد ممثل منظمة الصحة العالمية هاشم الزين أن الفيروس "لم يتحور بعد"، مبينا أن "أكثر من ستة أشهر مرت على انتشار المرض من دون أن يتغير، ولا نعلم إمكانية ذلك في المستقبل".
ويقول إنه "من المضحك استنتاج البعض أن اللقاح يسبب خفض الخصوبة"، مشيرا إلى أن هذا الادعاء يحتاج إلى 9 أشهر على الأقل لتأكيده.
ويصف هذه المقولات "بالإشاعات"، متسائلا في ذات الوقت "كيف يتكهن مروجوها بأن تناول المطعوم يؤدي إلى العقم مع أنه حديث العهد؟".
ويوافقه بالرأي خبير الوبائيات ومدير رقابة الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور بسام حجاوي الذي يشير إلى "ضرورة صرف الاهتمام إلى ما هو موجود على أرض الواقع من معدلات إصابات ووفيات للحد من ذلك بدلا من الحديث عن أمر غيبي".
ويقول حجاوي "إذا كان المطعوم محدود الوقت والتأثير فلا مانع من أخذه للحد من أضرار هذه الجائحة على غرار الإنفلونزا الموسمية حتى وإن اضطر الشخص لتناوله سنويا للوقاية من الأعراض السلبية التي تهدده وتهدد المجتمع".
من جهتها، تبين الصيدلانية وعضو لجنة الأمصال والمطاعيم في مؤسسة الغذاء والدواء رنا ملكاوي صحة المقولة التي تذهب إلى "تحور" الفيروس، مستدركة أن التحور يحتاج على الأقل إلى عام، وهذا ما يسري على الإنفلونزا الموسمية التي يتم تحديث سلالات مطاعيمها سنويا، ولا ترى في تغير فيروس (H1N1) مستقبلا مشكلة "فلا ضير من تحديث المطعوم، رغم أن كل ما يقال هو أمر افتراضي".
وتختلف ملكاوي مع ما ذهب إليه القضاة في التسريع بالحكم على المطعوم وأنه يسبب العقم، مبدية استغرابها ممن يروجون لهذه الأفكار التي تتبنى نظرية المؤامرة وتتداول الإشاعات "بالرغم من أن الحالات المصابة بالمرض أمامنا واضحة، وهناك حقائق تستند إلى إحصائيات علمية".
وتؤكد "مأمونية اللقاح"، عازية ذلك إلى "أن الوجبة الإنتاجية من المطعوم التي تم توزيعها في أوروبا هي نفسها التي تم تزويدنا بها".
مرض التوحد والمطعوم
هناك من يخشى إنجاب طفل يعاني من مرض التوحد في حال أخذ المطعوم، فالحامل في شهرها السادس أم عماد (34 عاما) تخشى أخذ المطعوم لخوفها مما قيل أنه "يؤدي إلى إنجاب طفل يعاني من التوحد".
ولكن ملكاوي تنفي صحة ذلك، قائلة أن من روّج لذلك استند إلى ما نشر في مجلة بريطانية عالمية طبية بالربط بين المطعوم وبين ظهور حالات توحد عند أطفال تناولوا مطاعيم تحتوي على مادة "السايو ميرسال" المسببة له والتي توجد في مطعوم إنفلونزا الخنازير.
وتقول انه بعد التحقيق الذي أجري من جهات محايدة ثبت أنه "لا علاقة بين التوحد وهذه المادة الموجودة فعلا بالمطعوم، واعترفت المجلة بذلك"، وهذا ما يؤكده الزين الذي ينفي وجود أي دليل على "أن المطعوم له علاقة بالتوحد".
الزئبق غير مؤذٍ
وحول توجُّس البعض من ان مادة الزئبق التي تستخدم في حفظ المطعوم تؤدي إلى تسمم العصب، يستهجن الزين ذلك، متسائلاً "من أين لهم الإثبات أن الزئبق يسبب ذلك؟".
وأشار إلى أن الزئبق عنصر موجود في الطبيعة ويستخدم مادة حافظة لحماية الأمصال كافة من التلوث ضمن النسب المسموحة، وخصوصاً زجاجات المطاعيم المحتوية على أكثر من جرعة ومنها تلك التي يتعاطاها الأطفال.
ويتفق حجاوي مع ما ذهب إليه الزين، مؤكداً "أن نسبة الزئبق المستخدم في حفظ المطعوم من التلوث أقل من المسموح به عالميا وهي بذلك غير مؤذية".
لقاح حضر سريعا
وفي حين يبدي القضاة تأييده لأخذ المطاعيم المضادة للحصبة وشلل الأطفال وحتى الإنفلونزا الموسمية، مرجعا ذلك إلى أنها مطاعيم صنعت وأخذت وقتها في الدراسة، كما أن إيجابياتها تفوق سلبياتها، إلا أنه يرفض بالمعيار نفسه مطعوم إنفلونزا الخنازير "فهو لقاح حضر حديثا ولم يأخذ وقته في الدراسة والتجربة الكافية وهو مطعوم افتراضي وهذا يجعلنا نضع علامة استفهام حول تصنيعه ومضاعفاته".
ومما يزيد من مخاوف القضاة، أن الشركات أو المصانع التي تنتج المطاعيم مررت قانونا في الكونغرس الأميركي يعفيها من المساءلة القانونية إذا ظهرت أعراض جانبية للقاح، "فلماذا ذلك لولا أنهم خائفون من نتائجه؟" حسبما يتساءل القضاة.
مستشارة طب وجراحة العيون الدكتورة سرى سبع العيش تؤكد خطورة اللقاح المصنع لمقاومة إنفلونزا الخنازير وأن الأمر "تجاري بحت".
وتقول "إن ما يثير الريبة والقلق حول المطعوم أن مسؤولي الشركات المصنعة وعلى رأسهم وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد عرّاب ومروج الحرب على العراق وأفغانستان وإبادة الملايين، تنصلوا من النتائج المترتبة على أخذ اللقاح".
وتوضح أن الترويج للمرض وتصنيع لقاح خاص به "مبالغ فيه فعدد الوفيات من الإنفلونزا الموسمية يفوق إنفلونزا الخنازير، فلِمَ التركيز على الثانية بشكل أكبر؟".
وتتساءل سبع العيش "من يقدم الضمانات للشعوب بمأمونية اللقاح وهو غير مجرّب، وهل ننتظر أعواما حتى تظهر سمية اللقاح في أجسامنا ويكون الوقت قد فات حتى نتيقن أنه مجرد لعبة؟".
من جانبها، تعزو ملكاوي سبب سرعة إيجاد لقاح لمرض (H1N1) إلى الخشية من تفشي الوباء وتضاعف أعداد الوفيات، وانتظار نتائج الدراسات السريرية كما يحصل عادة عند تجربة اللقاحات أو الأدوية قد تكون عواقبه وخيمة.
ورغم إقرار المطعوم إلا أن الشركات المنتجة قدمت ضمانات وتعهدات بإكمال الدراسات السريرية وتزويد الدول بنتائجها أولا بأول، بحسب ملكاوي.
من ناحيته، يقول حجاوي "كل المطاعيم تحتوي على أعراض جانبية، فلماذا التشكيك في هذا اللقاح بالذات الذي يوزع على الأصحاء ومجانا لوقايتهم من شر المرض ومضاعفاته".
ويؤكد "وجود جهات رقابية متمثلة في منظمة الصحة العالمية مهمتها مراقبة المطعوم وتطوراته، وهو مستخدم منذ شهر تقريبا، ولا يوجد دليل علمي بعد يثبت مخاطره".
ويدعو حجاوي المواطنين إلى التروي ومقارنة المنافع المترتبة على أخذ المصل بمضار تجنبه، مبينا أن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ستعلنان وقف المطعوم في حال تبين بعد الدراسة التحليلية والإكلينيكية عدم صلاحيته "فهناك مطاعيم سحبت من الأسواق لعدم صلاحيتها، فلماذا هذا الهلع من مطعوم إنفلونزا الخنازير؟".
ويؤكد حجاوي على أنه "لم يتم إجبار أي دولة على شراء المطعوم"، متابعا "بل على العكس؛ المُصنَّع منه حاليا لا يكفي لسد الحاجة".
ويستهجن حالة الهلع من المصل "بوجود لجان وطنية وفنية وخبراء فضلا عن أن المطعوم لم يقر محليا إلا بعد أن وصل لمراحله الأخيرة وثبتت مأمونيته بعد جدل دام 10 أيام وفحوصات مخبرية".
بدوره، يشير الزين إلى أن مسألة أخذ اللقاح مسألة اختيارية وعلى الفرد أن يدرك مخاطر الإصابة بالمرض فهي متروكة لتقييمه، داعيا في الوقت نفسه إلى عدم الالتفات للإشاعات بل استقاء المعلومة الصحيحة من مصادرها.
ويقول إن هناك خمس مؤسسات عالمية هي: مراكز أطلنطا ولندن وطوكيو ومولبورن ومنفس تتعاون مع 128 مركزا وطنيا للإنفلونزا في 99 دولة في العالم وتتضافر جهودها للتصدي لهذه الوباء.
ويضيف الزين إن "المطعوم ما يزال في بدايته والمضاعفات لم تحدث بعد والآثار الجانبية له هي نفسها للقاح الإنفلونزا الموسمية، كما أن تاريخ اللقاحات يعود في العالم إلى 60 عاما وحتى الآن لم تحدث بعد انتشار اللقاحات أعراض خطيرة".
الفئات المستهدفة بالتطعيم
وبخصوص الفئات المستهدفة بالتطعيم في هذه المرحلة من المرض فتتمثل، وفق خبير الوبائيات الدكتور مهند النسور في الحوامل ممن هن في الثلث الأخير من الحمل، الأطفال من سن 6 أشهر حتى 3 أعوام، والمصابون بأمراض: الفشل الكلوي، نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، السرطان، الربو القصبي، السكري من النوع الأول، الثلاسيميا.
إلى جانب الكوادر الصحية التي تتعامل مباشرة مع الحالات المصابة بإنفلونزا الخنازير، ورجال الإسعاف من الدفاع المدني والقوات المسلحة الأردنية والأمن العام.
ويلفت النسور إلى أن التطعيم "اختياري وليس إجباريا" لجميع الفئات، إضافة إلى "مجانيته"، مشدداً على ضرورة رصد الآثار الجانبية للمطعوم واستقصاء الحالات التي تستوجب الاستقصاء، وإبلاغ وزارة الصحة فورا عن أي آثار جانبية غير متوقعة.
ويوضح أن المطعوم مكون من زجاجة تحتوي 10 جرعات، جرعة المطعوم ½ مللتر للكبار والصغار يتم إعطاؤها في العضل، مشيراً إلى ضرورة حفظ المطعوم مبرداً في درجة حرارة تتراوح ما بين 2 و8 درجات مئوية، وإتلاف عبوة المطعوم بعد أسبوعين من بدء الاستعمال، شريطة الالتزام بمعايير السحب المعقم من الزجاجة.
أما موانع التطعيم، وفق النسور، فتنسحب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة من البيض، الحساسية الشديدة لمطعوم الإنفلونزا الموسمي، ارتفاع درجة الحرارة إلى 38 أو أكثر، المصابون بمتلازمة (غيليان باريه) GBS، الأشخاص الذين يعانون من أمراض شديدة أو متوسطة، الأطفال دون 6 أشهر.
وعن الآثار الجانبية، يبين النسور أن المطعوم يحتوي على الفيروس المقتول ولذلك من المتوقع أن تكون الآثار الجانبية للمطعوم "قليلة وتتشابه مع الآثار الجانبية لمطعوم الإنفلونزا الموسمية".
ويقول إن لقاح (H1N1) مثل أي مطعوم آخر يمكن أن يحدث مضاعفات مثل الحساسية الشديدة أو أي آثار جانبية شديدة أخرى ولكنها نادرة جدا.
وعن الآثار الجانبية البسيطة، يقول النسور إنها تتمثل في احمرار، ورم، ألم في مكان التطعيم، صداع، غثيان، ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
أما الآثار الشديدة، حسب النسور، فتكمن في حساسية شديدة من المطعوم تحدث بعد دقائق من إعطائه.
ويشدد على ضرورة الإبلاغ عن الآثار الجانبية في حال حدوثها كارتفاع درجة الحرارة أو تغير في السلوك أو حساسية مصحوبة بضيق في التنفس، دوخة، ضعف عام.
من جهتها، تبين ملكاوي أن هناك أعراضا "نادرة الحدوث جدا" للمطعوم منها ما يسمى برد فعل تحسسي شديد، وتحدث مباشرة بعد التطعيم وتستمر لعدة ساعات ويصاحبها التهاب جلدي خطير مع صعوبة في التنفس وانتفاخ حول العينين والشفتين وتسارع في دقات القلب.
وتلفت إلى أن هناك احتمالية "ضئيلة جدا" أن يصاب الشخص بمتلازمة "غليان باريه"، وهي خلل نادر في جهاز المناعة يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب ضعف العضلات وأحيانا الشلل وتصيب في الغالب البالغين.