يعد الموت المفاجئ عند الأطفال من الأمراض المجهولة الأسباب كونها تحدث عند الرضع من عمر 2 إلى4 أشهر أثناء النوم على الرغم من أنهم لا يعانون من أي خلل صحي أو مرض.
وقالت فاتن أم لثلاثة أولاد إنها كانت تلعب مع ابنها رامي في مساء احد الأيام من العام الماضي وعندما خلد إلى النوم كان الوضع طبيعيا لكن في الصباح استيقظت على صراخ زوجها ينادى ابنه دون جدوى لافتة إلى أنهم حاولوا بشتى الوسائل إيقاظه لكن جسمه كان باردا ولا يتنفس فنقلوه إلى المشفى حيث اخبرهم الطبيب بنبأ موته وتبين بعد تشريح الجثة انه توفى بمتلازمة الموت المفاجئ .
بدورها بينت لما ربة منزل أن طفلها الأول توفى دون أن تعرف السبب ما جعل زوجها يتهمها بموته وأصبحت الحياة في المنزل جحيما إلى أن أخبرتها إحدى صديقاتها التي توفى طفلها بنفس الطريقة أن سبب الوفاة هو متلازمة الموت المفاجئ .
من جانبه قال الدكتور أيمن البلخي رئيس قسم العناية المشددة في مشفى الأطفال إن جميع الأبحاث الطبية التي أجريت إلى الآن لم تستطع التوصل إلى السبب المباشر للموت المفاجئ أو غير المتوقع حيث لا يمكن تفسيره بالفحص الطبي أو بمعرفة القصة المرضية للطفل الذي يكون طبيعيا قبل حدوث الموت لافتا إلى أن الفريق الطبي يضطر في هذه الحالات إلى تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة التي غالبا ما تحدث أثناء الليل و تصيب الذكور أكثر من الإناث .
وأوضح أن متلازمة الموت المفاجئ عبارة عن شذوذ في جذع الدماغ بمنطقة التنظيم لضربات القلب والتنفس وأن الأطفال غير منتظمي ضربات القلب يكونون قابلين لحدوث هذه المتلازمة أكثر من غيرهم مبينا أن الأطفال الرضع الذين يموتون أثناء النوم دون سبب غالبا ما يكون لديهم عيوب في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم التنفس وضربات القلب والاستيقاظ المفاجئ.
وبين البلخي أن زيادة عدد الولادات و قصر الفترة الفاصلة بين الحمول وصغر سن الحامل ونقص التغذية والرعاية قبل الولادة وفقر الدم إضافة إلى نقص الأكسجة داخل الرحم وتأخر نمو الجنين وإنتان الجهاز البولى و تناول المخدرات وتدنى الحالة الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية تعتبر من عوامل الخطورة التي تزيد نسبة حدوث الموت المفاجئ لدى الأطفال المتعلقة بالأم .
وأضاف البلخي أن هناك عوامل خطورة تتعلق بطراوة السطح الذي ينام عليه الطفل فوجود وسادة لينة وغطاء ثقيل أو لف الطفل وتحزيمه يؤدي إلى ارتفاع نسبة الموت المفاجئ للأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة في غرفته ونومه إلى جانب والديه أو بوضعية الانبطاح ووجوده بشكل دائم في جو مدخنين والتغذية عن طريق الحليب الاصطناعي بدلا من الإرضاع الطبيعي .
وأشار البلخي إلى أن متلازمة الموت المفاجئ أحيانا تسبق بإنتان تنفسي مع حرارة أو بدونها ولكن لا يمكن القول بأن الإنتان التنفسي هو سبب في الوفاة مبينا أن الأمهات اللواتي يدخن خلال الحمل وبعد الولادة ربما يساهمن بشكل كبير في خطر إصابة أطفالهن بمتلازمة الموت المفاجئ لان الباحثين يعتقدون بأن تدخين الأمهات يعتبر من الأسباب الرئيسية لوفاتهم
وأكد البلخي ضرورة التوعية الصحية للأهالي من خلال تجنب فرط التدفئة في الليل والابتعاد عن التدخين و النوم إلى جانب طفلهم وأن ينام الطفل بدون وسادة وأن يكون الغطاء غير ثقيل وعدم تغطية وجه الطفل مشيرا إلى انه يتوجب على الأم أن تبقى مستيقظة أثناء الإرضاع وبعده بنصف ساعة على الأقل خوفا من اختناق الطفل خاصة إذا كان مستلقيا على ظهره.
وأفادت احدث دراسة طبية قام بها باحثون ألمان من جامعة مونستر حول أسباب الموت المفاجئ لدى الأطفال الرضع بأن تغطية الرأس والتعرق الشديد قد تكون احد مسببات الوفيات بين الأطفال الرضع تحت عمر السنة وان النوم في غرفة مختلفة من البيت أو تنويم الرضيع على وجهه بينما هو معتاد النوم على ظهره من ابرز أسباب هذه الوفيات كما قد تترافق المتلازمة مع وجود إصابات مرضية خلال الأسبوعين الأخيرين للحياة
تقرير رانيا عثمان