تعد
الحصوات الصفراوية من مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة، وهي غالبا ما تكون غير
ضارة وتظل كامنة داخل الجسم دون علم المرضى بإصابتهم بها لعدم ظهور أعراض
لها، لكنها قد تشكل خطرا على المرضى في وقت ما. وعادة تعتبر الجراحة الحل
الأمثل للحصوات الصفراوية، لأن الأدوية تعالج الأعراض فقط وليس الأسباب.
ويشير عضو الرابطة الألمانية لأطباء أمراض الباطنة بمدينة
فيسبادن، بيرنت بيركنر، إلى أن 60% إلى 80% من الأشخاص المصابين بالحصوات
الصفراوية لا يعرفون بإصابتهم، مطمئنا أنها عادة لا تستلزم الخضوع لأي
علاج، طالما لا تتسبب لصاحبها في الشعور بمتاعب.
وتؤكد عضو الرابطة الألمانية لاختصاصي الطب العام بمدينة
كولونيا، أنكه ريشتر، على الدور الذي تلعبه الوراثة في المرض، ولذلك فإن
الطبيب يسأل المريض عن السيرة المرضية لعائلته، كما يتم إجراء فحص عينة دم
لاختبار وظائف الكبد لدى المريض ونسب الالتهاب لديه، وأشعة بالموجات فوق
الصوتية على المرارة، لأنها تكشف عما إذا كان هناك حصوات بشكل فوري، مضيفة
أنه يفضل أيضا إجراء منظار على المعدة، كي يتم استبعاد احتمالية أن تكون
الإصابة بمشاكل في المعدة هي السبب في الشعور بهذه المتاعب.
آلام شديدة
أما إذا شعر المريض بآلام شديدة ومفاجئة وكأن أحشاءه تتمدد وتتقلص في الوقت ذاته بالجزء العلوي من بطنه على الناحية اليمنى أو بمنطقة أعلى المعدة التي تفصل بين الحجاب الحاجز والمعدة، فتؤكد أنكه أنه لا يوجد أدنى شك حينئذ أنه مصاب بالحصوات الصفراوية، إذ تشير هذه الأعراض إليها، ويمكن أن تستمر لمدة تتراوح بين 15 دقيقة وخمس ساعات متواصلة، مع العلم بأنها قد تكون مصحوبة أحيانا بقيء وغثيان.
أما إذا شعر المريض بآلام شديدة ومفاجئة وكأن أحشاءه تتمدد وتتقلص في الوقت ذاته بالجزء العلوي من بطنه على الناحية اليمنى أو بمنطقة أعلى المعدة التي تفصل بين الحجاب الحاجز والمعدة، فتؤكد أنكه أنه لا يوجد أدنى شك حينئذ أنه مصاب بالحصوات الصفراوية، إذ تشير هذه الأعراض إليها، ويمكن أن تستمر لمدة تتراوح بين 15 دقيقة وخمس ساعات متواصلة، مع العلم بأنها قد تكون مصحوبة أحيانا بقيء وغثيان.
الحصوات الصفراوية تنتج عن اضطراب في نسب خلط مكونات العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد (دريمز تايم/جيهو) |
ويرجع الأستاذ د. تيلمان زاوربروخ سبب ظهور هذه الحصوات إلى
اضطراب في نسب خلط مكونات العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد، موضحا أن
هذه العصارة تتكون في الأساس من الماء بنسبة 80%، وتحتوي أيضا على
الكوليسترول والأحماض الصفراوية وبعض المواد الصفراء كمادة "البيليروبين"
و"الليسيثين".
أما إذا زادت نسبة إفراز الكوليسترول أو البيليروبين أو الكالسيوم، فيمكن حينئذ أن تتحول هذه المواد إلى بلورات قد تؤدي بعد ذلك إلى تكون حصوات.
أما إذا زادت نسبة إفراز الكوليسترول أو البيليروبين أو الكالسيوم، فيمكن حينئذ أن تتحول هذه المواد إلى بلورات قد تؤدي بعد ذلك إلى تكون حصوات.
ويشرح زاوربروخ -وهو عضو الجمعية الألمانية لمكافحة أمراض
الجهاز الهضمي والكبد بمدينة غيسن- أن زيادة الوزن أو فقدانه بشكل شديد
وكذلك التقدم بالعمر تندرج ضمن العوامل المؤدية إلى زيادة معدل الكوليسترول
في المرارة بشكل كبير، لافتا إلى أن الوقوع تحت ضغط عصبي يمكن أن يؤثر على
عملية مزج هذه المواد التي يفرزها الكبد، مما يحفز تكون الحصوات، مع العلم
بأن الإصابة بالحصوات الصفراوية يمكن أن ترجع أيضا إلى العوامل الوراثية.
وتشمل أعراض الإصابة الشعور بالامتلاء ونوبات انتفاخ أو
غثيان، وتحدث لدى 25% من المصابين بها. ولكن نظرا لأنه ليس بالضرورة أن
تعزى مثل هذه الأعراض إلى الإصابة بالحصوات الصفراوية فقط، يشدد زاوربروخ
على ضرورة استشارة الطبيب لاستيضاح سبب الشعور بمثل هذه المتاعب غير
المحددة.
المغص الصفراوي
أما المغص الصفراوي فعادة ما يحدث نتيجة انزلاق الحصوات الصفراوية من المرارة إلى القناة الصفراوية وانحشارها داخل الموضع المؤدي إلى الاثني عشر، إذ يتسبب ذلك في زيادة الضغط على القناة الصفراوية نتيجة عدم تصريف العصارة منه، كما قد ينتج عن انحشار الحصوات في عنق المرارة.
أما المغص الصفراوي فعادة ما يحدث نتيجة انزلاق الحصوات الصفراوية من المرارة إلى القناة الصفراوية وانحشارها داخل الموضع المؤدي إلى الاثني عشر، إذ يتسبب ذلك في زيادة الضغط على القناة الصفراوية نتيجة عدم تصريف العصارة منه، كما قد ينتج عن انحشار الحصوات في عنق المرارة.
ويحذر الطبيب من محاولة تحمل الألم الناتج عن نوبات المغص
هذه، مؤكدا ضرورة استشارة الطبيب أو مراجعة الطوارئ فورا إذا استمر الألم
لأكثر من ساعة، إذ يمكن أن يتسبب الانتظار في حدوث مضاعفات خطيرة مثل
الإصابة بالتهاب شديد في المرارة أو القناة الصفراوية أو البنكرياس.
الأدوية ليست مجدية لعلاج الحصوة الصفراوية (الجزيرة) |
وعادة ما تتكرر الإصابة بهذا المغص لدى نصف المرضى تقريبا في
غضون عام، وتكون نوباته متكررة وشديدة، ولذلك يوصي الأطباء بإجراء جراحة
لاستئصال المرارة، وذلك عن طريق عملية منظار البطن الجراحي.
أما عن إمكانية تفتيت هذه الحصوات عن طريق الأدوية، فيؤكد
زاوربروخ أن هذه الوسيلة العلاجية ليست مجدية بشكل كبير، إذ يمكن أن تتكون
حصوات أخرى في غضون فترة قصيرة، وذلك نظرا لعدم علاج السبب الرئيسي
لتكونها، ألا وهو اضطراب خلط مكونات العصارة الصفراوية.
ويؤكد زاوربروخ عدم وجود داع لتناول نوعيات خاصة من الأطعمة
بعد إجراء جراحة استئصال المرارة، لأن العصارة الصفراوية وقتها ستسري بلا
عوائق عبر القناة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء، مضيفا أنه قلما يستلزم
الأمر تناول أدوية وحتى إذا تم تناول أطعمة دسمة محتوية على دهون. مع
الإشارة إلى أنه من النادر بعد الجراحة أن تتكون حصوات جديدة بالقناة
الصفراوية، مما يعني أنه بإمكان المرضى الاستمتاع بحياتهم مجددا دون الخوف
من الإصابة بنوبة مغص جديدة.