اختبار مصل لعلاج السكري
أعلن باحثون أن النتائج الأولية لدراسة
بشأن داء السكري من
النوع الأول أظهرت أن مصلا تجريبيا قد يكون قادرا على
ترويض أجزاء من جهاز
المناعة يلعب
اضطرابها دورا أساسيا في الإصابة بالمرض،
مما قد يشير إلى
أسلوب علاجي جديد لتأخير أو منع المرض المرتبط بالمناعة الذاتية.
|
السكري من النوع الأول يصيب عادة اليافعين (الجزيرة) |
ويحدث النوع الأول من داء السكري عندما يدمر جهاز المناعة
الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس، والتي يطلق عليها اسم خلايا
"بيتا"، مما يؤدي إلى حدوث نقص حاد في إفراز الإنسولين وإصابة الشخص
بالسكري.
ويصيب السكري من النوع الأول عادة صغار السن، ولذلك فهو يسمى
أيضا سكري اليافعين. ويتعين على المرضى تعاطي الإنسولين بشكل يومي ومراقبة
مستوى السكر في الدم.
ويؤدي مرض السكري إلى زيادة مخاطر أمراض القلب وتلف الأعصاب
والعمى والفشل الكلوي مع مرور الوقت، كما قد يعرض الشخص لغيبوبة ناجمة عن
انخفاض السكر في الدم.
قمع المناعة
وعلى مدى أكثر من أربعة عقود جرب العلماء طرقا مختلفة لعلاج جهاز المناعة لمنع تدمير خلايا "بيتا"، وذلك عبر قمع أجزاء معينة من النظام المناعي، ولكن ذلك أدى إلى جعل الأفراد في وضع ضعيف أمام الاصابة بالعدوى والسرطان.
وعلى مدى أكثر من أربعة عقود جرب العلماء طرقا مختلفة لعلاج جهاز المناعة لمنع تدمير خلايا "بيتا"، وذلك عبر قمع أجزاء معينة من النظام المناعي، ولكن ذلك أدى إلى جعل الأفراد في وضع ضعيف أمام الاصابة بالعدوى والسرطان.
وتحاول فرق بحثية عديدة الآن تجربة أساليب أكثر نجوعا سعيا لتأخير السكري من النوع الأول أو شفائه.
وأشار كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة بحوث السكري لدى صغار
السن ريتشارد إينسل إلى أن المطلوب هو ترويض أو تنظيم الجوانب المعينة من
الجهاز المناعي التي تصاب بانحراف وعدم المساس بباقي الوظائف التي تقاوم
الأمراض.
وفي دراسة أوروبية أميركية مشتركة نشرت مؤخرا في مجلة العلوم
للطب اختبر فريقان من المركز الطبي بجامعة ليدن في هولندا وجامعة ستانفورد
في كاليفورنيا، مصلا أنتج بالهندسة الوراثية لإيقاف خلايا الجهاز المناعي
التي تسبب الضرر فقط، ويترك باقي جهاز المناعة سليما.
السكري يؤثر على كافة أعضاء الجسم (الجزيرة) |
وأكد البروفيسور بجامعة ستانفورد وأحد كبار واضعي الدراسة
لورانس ستينمان، أن الفكرة هنا هي إغلاق الخلايا المناعية "المارقة" فقط
التي تهاجم البنكرياس وتقتل خلايا "بيتا" التي تفرز الإنسولين.
وشملت الدراسة ثمانين فردا شخصت حالاتهم كمصابين بالسكري من
النوع الأول ويتلقون جرعات من الإنسولين. وصمم البحث لاختبار مدى سلامة
المصل المعروف باسم "تياوال3021" أو مصل الحمض النووي الديوكسي، والذي
يتألف من قطعة دائرية صغيرة من الحمض النووي تسمى "البلازميد" انتجت
بالهندسة الوراثية لإضعاف رد الفعل المناعي والحفاظ على خلايا "بيتا"
المنتجة للإنسولين. ويستهدف المصل بروتينا في الدم يسبق ظهور الإنسولين
ويسمى بروانسولين.
إشارات إيجابية
وبعد مضي 12 أسبوعا من تناول جرعات تعطى مرة كل أسبوع أظهر المرضى الذين حصلوا على المصل إشارات على أن الجرعات ساعدت في الحفاظ على بعض خلايا "بيتا" المتبقية في البنكرياس دون التسبب في أعراض جانبية خطيرة.
وبعد مضي 12 أسبوعا من تناول جرعات تعطى مرة كل أسبوع أظهر المرضى الذين حصلوا على المصل إشارات على أن الجرعات ساعدت في الحفاظ على بعض خلايا "بيتا" المتبقية في البنكرياس دون التسبب في أعراض جانبية خطيرة.
كما ساعد المصل أيضا في خفض عدد الخلايا المناعية القاتلة
المعروفة باسم الخلايا "تي". ووجد لدى المرضى الذين حصلوا على المصل
مستويات أعلى من مادة "ببتيداتسي" في الدم، والتي هي أحد آثار إنتاج
الإنسولين، مما يشير إلى وجود المزيد من خلايا "بيتا" العاملة.
واعترف ستينمان -وهو مشارك في تأسيس شركة تولريون حديثا بغرض
تسويق المصل- بأن المصل ما زال بعيدا عن الاستخدام التجاري لكن الدراسة
مبشرة بما يكفي لإجراء دراسة أكبر.
ورخصت جامعة ستانفورد بحقوق المصل لشركة تولريون ومقرها
كاليفورنيا، والتي تصمم دراسة أطول تشمل ما يصل إلى مائتي مريض لاختبار ما
إذا كان المصل يمكنه إبطاء أو وقف تقدم المرض في المرضى الصغار قبل أن يلحق
بهم ضرر أكبر يتجاوز إمكانية التعامل معه. كما يؤمل في نهاية الأمر تطوير
مصل فعال يعطى للأفراد ذوي الاستعداد الوراثي لظهور المرض.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن
حوالي 10% من 350 مليون مريض بالسكري في العالم مصابون بالنوع الأول، أما
الباقون فمصابون بالنوع الثاني المرتبط بالسمنة وقلة أداء التمارين
الرياضية وليس بجهاز المناعة.